إلى جهاز الأمن والمخابرات
يمنات
أحمد سيف حاشد
بأي حق تحبس المواطن ستة أشهر، وأكثر منه دون دليل أو تهمة أو إحالة للنيابة.
من أين تستمد هذا الحق الذي تهدر به حقوق المواطنين اليمنيين، بل وتمعن بهذا الهدر والتعسف وبجرأة، ودون حسيب أو رقيب.
أنت تتنصل عن “ألف با” الدستور والقانون، بل وتستبيح حقوق المواطنين اليمنيين طولا وعرضا حد العبث والمجون.
أنت لا تملك أي حق أو شرعية غير شرعية الغلبة والقهر، بل أنت لا تبحث عن أي شرعية غيرها يكون أساسها الرضا أو العقد الاجتماعي، أو حتى الشرعية الثورية التي ليس لك صلة بها، طالما أنت في منظومة سلطة مثقلة بفساد مريع.
انت الذي تبحث عن المصدر الذي سرب المعلومة أو الوثيقة وتحمي الفاسد وتقطع طريق العدالة وتحول دون الوصول إليه، وتحول دون كشف الفساد ووثائقه، بل تحول من يكشف الفساد إلى متهم تحت أي عنوان أو تهمة، والإعلامي خليل العمري مثال قريب، ومثله لا عد له ولا عدد .. فيما مرتكبي الفساد يرتفعون ويتسلطون، وتقوى شوكتهم وشأنهم في السلطة كل يوم.
قضايا الانتهاكات لا عد لها ولا حصر، فكم أحلت منتهكا وانتهاكا إلى القضاء خلال تسع سنوات طوال وعراض من الانتهاكات..؟!
أنت تتستر على الفساد إن لم تكن تحميه، بل لم نسمع لك نخس ولا همس في قضايا متعلقة بالأمن القومي للبلد، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، قضايا السموم والمبيدات المحظورة الإسرائيلية التي تمتد سميتها للإنسان والأرض والمياه والبيئة والمستقبل، ثم نجدك تلاحق وتحبس مواطن على رأي أو منشور بل وتجرم من يطالب براتبه وحقوقه في لحظة ضاغطه، بل بعد سنين من صبره، ومعايشته للجحيم..!
اذا كنت تفعل هذا اليوم؛ فكيف إذا وصل تمكينك إلى منتهاه .. بأي حق تفرض زنازينك شهورا على حرية الأبرياء، وتعتقل الناس لمجرد شبه أو دونها..؟!!
أنت مدموغ بالفشل الذريع عندما تعتقل مواطن دون جريمة أو دليل، ثم تذهب تبحث عن شبهة أو دليل، فيقبع المواطن شهور وسنين دون تهمة حتى تنساه، وبعد أربع سنين تحيله للنيابة وتصدر النيابة لا وجه لإقامة الدعوى .. يا هذا..!! الناس من لحم ودم، وليس أكوام من ملح أو أكياس من قمامة.
ولأنك لا تستحي تطلب ممن تعسفته شهورا وسنينا ضمانة وتعهد ومستلم، لتبرر بها فشلك وغطرستك وتعديك الذي لا يستحي على حقوق المواطن المنكوب في حياته ومعيشته.
هناك من رميته في زنازينك الانفرادية خمسة أشهر أو أكثر دون أن تهتز لك شعرة من إنسانية، ثم تخرجه بتعهد أو التزام لتبرر به فشلك وظلمك، دون إحالة أو عدالة أو تعويض.
هناك من خرج بريئا من معتقلاتك بعد أن نهبت سنين من عمره وحياته وحريته .. هناك من خرج مشلولا أو معلولا من سجنه .. وهناك من مات بعد أسبوع من خروجه، وكم جثة خرجت من معتقلاتك كل عام..!! ولم نسمع بإحالة شخص واحد فقط ممن أنتهك الحقوق والحريات إلى العدالة التي تهدرها كل يوم.
بأي حق انت ترتكب الجرائم الجسيمة بحق المواطنين من سوء استخدام السلطة، إلى استغلال الوظيفة العامة، إلى حجز وتقيد الحرية، إلى جرائم الاختطاف والإخفاء القسري، وحتى جرائم التعذيب وانتهاك الخصوصية..؟!
أنت لا تحاول إصلاح حالك، بل تمعن في مراقبة وملاحقة أصحاب الرأي، وكتبة المناشير، وتكتنز الحقد الدفين والقسوة الفارطة، وتضمر تكميم الأفوه حتى آخرها، واعتقال الحريات والحقوق، ومزيد من التضييق على المواطنين مع كل خطوة تمكين تسير بها نحو الاستبداد والطغيان.
الحق عليك، غير أن الحق أكبر على من أطلق يدك لتمارس كل تلك الجرائم والانتهاكات بحق شعبنا دون دستور أو قانون أو اعتبار، والأكثر مرارة ليس هناك من يفكر بالمراجعة أو إعادة النظر فيما يحدث من أهدار للدستور والقانون والمواطنة ليحل محلها القهر والغلبة لا سواهما.
الحرية للرجل الحر القاضي عبدالوهاب قطران
الحرية للتربوي الجليل أبو زيد الكميم
الحرية لكل المعتقلين المظلومين في معتقلات وسجون سلطة الأمر الواقع في صنعاء.
الحرية لكل المعتقلين ظلما في سجون ومعتقلات سلطات الأمر الواقع في كل اليمن.